الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٧٥
الدولة العقيلي كان قد غلب على الموصل وغيرها وقهر أخاه قرواشا وعاث وأفسد وعسف وانحدر في سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة إلى تكريت واستولى على العراق ونهب البلاد فانتقض عليه جرح أصابه من الغز فمات في السنة المذكورة فاجتمع جيشه على تأمير علم الدين قريش بن بدران بن مقلد فعاد إلى الموصل وقتل عمه قرواشا فيما قبل وسيأتي ذكر قرواش وذكر أبيه المقلد في مكانيهما وأقام بركة في الإمارة سنتين وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة فقام مقامه ابن أخيه أبو المعالي قريش بن أبي الفضائل بدران الذي قتل عمه قرواشا 3 (أبو البركات الأنباري)) بركة بن أبي يعلى بن أبي الغنايم الأنباري أبو البركات الضرير يقول الشعر روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل الحفاف في معجم شيوخه وقد سمع منه عمر بن طبرزد شيئا من شعره في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وخمس مائة وأورد له محب الدين بن النجار * أغالب وجدي فيهم وهو غالب * وأحبس دمعي وهو في الخد ساكب * * وقد عيل صبري واعترتني وساوس * تمانعني طيب الكرى وهو آيب * * وقد حرت لما أصبح الركب راحلا * وقد قوضت نيرانهم والمضارب * * حدا بهم الحادي فأضحيت بالحمى * كئيبا وقد ضاقت علي المذاهب *)) 3 (الخوارزمي)) بركة خان الخوارزمي من ملوك الخوارزمية الأربعة وكان هو أجلهم وأميرهم وكان مائلا إلى الخير في الجملة والرفق بالناس وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب قد صاهره وأحسن إليه ثم خرج على الصالح وأعان أعداءه وصار من حزب الصالح إسماعيل فانتدب لحربهم الملك المنصور صاحب حمص وشمس الدين لؤلؤ نائب السلطنة بحلب والتركمان والتقى الجمعان على بحيرة حمص فقتل بركة خان في المعركة سنة أربع وأربعين وست مائة وحمل رأسه إلى حلب ولم تقم بعدها للخوارزمية قائمة ((بركياروق السلطان ركن الدين)) بركياروق أبو المظفر ركن الدين ابن السلطان ملكشاه ابن
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»