3 (الحافي)) بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء أبو نصر المروزي ثم البغدادي الزاهد الكبير المعروف ببشر الحافي هو ابن عم علي بن خشرم المحدث سمع إبراهيم بن سعد وحماد بن زيد وأبا الأحوص ومالكا وشريكا والفضيل بن عياض وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وخالد بن عبد الله الطحان وعبد الله بن المبارك وكان عديم النظير زاهدا وورعا وصلاحا كثير الحديث إلا أنه كان يكره الرواية ويخاف من شهوة النفس ويقول أكره التحدث لأن نفسي) تريد أن أتحدث قال شاطر سخي أحب إلى الله من صوفي بخيل وقال إذا أعجبك الكلام فاصمت وإذا أعجبك الصمت فتكلم رآه بعض الفقراء في منامه بعد موته فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي ولكل من تبع جنازتي ولكل من أحبني إلى يوم القيامة توفي قبل المعتصم بستة أيام سنة سبع وعشرين ومائتين وله خمس وسبعون سنة وكان من أولاد الرؤساء والكتاب وسبب توبته أنه أصاب في الطريق ورقة مكتوب فيها بسم الله وقد وطئتها الأقدام فأخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية وطيب الورقة وجعلها في شق حائط فرأى في النوم كأن قائلا يقول له يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة فلما انتبه من نومه تاب ويحكى أنه أتى باب المعافى بن عمران فدق عليه الحلقة فقيل من فقال بشر الحافي فقالت له بنت من داخل الدار لو اشتريت نعلا بدانقين لذهب عنك اسم الحافي وإنما لقب الحافي لأنه جاء إلى إسكاف يطلب منه شسعا لأحد نعليه فقال له الإسكافي ما أكثر كلفتكم على الناس فألقى النعل من يده والأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلا بعدها وقيل له بأي شيء تأكل الخبز فقال أذكر العافية فأجعلها إدما وقال بعضهم أذكر العافية فأجعلها إدما وقال بعضهم سمعت بشرا يقول لأصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث فقالوا وما زكاته فقال اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث وكان له ثلاث أخوات وهن مضغة ومخة وزبدة وكن زاهدات عابدات وأكبرهن مضغة فماتت قبل أخيها بشر فحزن عليها حزنا عظيما وبكى بكاء كثيرا فقيل له في ذلك فقال قرأت في بعض الكتب أن العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه وهذه أختي كانت أنيستي في الدنيا وقال عبد الله بن أحمد بن
(٩١)