الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٠ - الصفحة ٥
((بسم الله الرحمن الرحيم)) ((رب أعن)) ((أيدمر)) 3 (الأمير عز الدين الحلي الصالحي)) أيدمر الأمير عز الدين الحلي الصالحي النجمي كان من أكبر أمراء الدولة وأعظمهم محلا عند الملك الظاهر وكان نائب السلطنة في حال الغيبة لوثوقه به واعتماده عليه وكان قليل الخبرة لكن رزق السعادة وكان محظوظا من الدنيا له الأموال الجمة والأملاك الوافرة وأما ما خلف من الأموال والخيل والبغال والجمال والعدة فيقصر الوصف عنه وكانت وفاته بقلعة دمشق سنة سبع وستين وست مائة ودفي بتربته بجوار مسجد الأمير جمال الدين موسى بن يغمور وقد نيف على الستين 3 (الأمير عز الدين العلاني)) أيدمر الأمير عز الدين العلاني أخو أيدكين الصالحي كان أمينا محيا للعلماء والفقراء وكان الملك الظاهر يتحقق منه الأمانة لأنهم كانوا لما خرجوا وكانوا يأكلون بقائم سيفهم في الأغوار كانوا إذا جاؤوا إلى زرع وأطلقوا خيلهم فيه أمسك العلاني فرسه بيده ولم يطعمه إلا ما يشتر به بماله من الفلاحين فلما ملك الظاهر صفد ولاه النيابة بها وكان يقول هو قاضي الترك اتفق أنه بعض البحرية نطفت الطوافة من يده فوقعت في مكان فيه قشر أرز فاحترق وكان هناك حواصل منجنيقات فاحترقت فما أمكن العلاني إلا أن يطالع الظاهر بذلك وقال آخر المطالعة وقد بذل المذكور لبيت المال ألف دينار فجاء الجواب من الظاهر أن يشنق وما لنا حاجة بالذهب فأعاد الجواب إنه قد دفع في نفسه ألفي دينار كل هذا وذلك البحري ما يعلم ما جرى وإنما العلاني التزم بأن يزن ذلك من ماله ولا يدخل في شنق رجل احترق بسببه خشب فجاء الجواب من الظاهر اشنقه بلا معاودة وإلا بعثنا من يشنقك
(٥)
الذهاب إلى صفحة: 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»