* سقاتهم زرق النصال وخمرهم * دماء الأعادي غير أن ليس تسكر * * يرون قتال الديلمية مفخرا * ويرجون رب العرش يعفو ويقدر * * وددت وما تغني الودادة أنني * ملكت عنان الخيل ساعة غبروا * * فكانوا رأوا بأسي وصبري ونجدتي * وإن كان موتي فيه فالموت أعذر * * وإن كنت فيما قلت لست بصادق * فلا نال يوما قط رجلي منبر * * ولا كان عنقي للحمائل والظبى * ولا كبر المحراب خلفي مكبر * ومن شعره أيضا * أحب النيك إن النيك حلو * لذيذ ليس في من حموضه * * يهش إليه من في الأرض طرا * إذا ما ذاقه حتى البعوضة * 3 (أمير المؤمنين الحاكم العباسي)) أحمد بن الحسن الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين أبو العباس ابن الأمير أبي علي الحسن القبي ابن أبي بكر بن علي بن أمير المؤمنين المسترشد بالله بن المستظهر بالله الهاشمي العباسي البغداذي قدم مصر ونهض ببيعته الملك الظاهر بيبرس الصالحي وبويع له سنة إحدى وستين وست مائة وخطب الناس وعهد بالسلطنة للسلطان الملك الظاهر وكان ملازما لداره فيه عقل وشجاعة وحسن رياسة وله رابت يكفيه من غير سرف امتدت أيامه ثم عهد بالخلافة لولده المستكفي بالله أبي الربيع سليمان وتوفي سنة إحدى وسبع مائة وهو في عشر الثمانين وكانت خلافته أربعين سنة وكان الحاكم قد نجا في كائنة بغداذ واختفى ثم سار مع الزين صالح بن البناء والنجم بن المشا وقصدوا أمير خفاجة حسين بن فلاح فبقوا عنده مدة ثم إنه توصل إلى دمشق وأقام بالبر عند عيسى بن مهنا فعرف به الناصر صاحب الشام فطلبه وجاء هولاكوا واشتغل الناس بما نزل بهم فلما دخل المظفر دمشق بعد وقعة عين جالوت بعث أميرا يتطلب الحاكم فاجتمع به وبايعه وتسامع به عرب الشام فسار ومعه ابن مهنا وآل فضل وخلق فافتتح بهم عانة وهيت والأنبار وحارب القراوول في آخر سنة ثمان وخمسين فهزمهم) وقتل منهم ثمانية مقدمين وأزيد من ألف وما قتل من عسكره سوى ستة فأقبلت التتار مع قرابغا فتحين الحاكم وأقام عند ابن مهنا ثم كاتبه طيبرس نائب دمشق فقدمها فبعث إلى مصر وصبحته الثلاثة الذين رافقوه من بغداذ فاتفق وصول المستنصر قبله إلى مصر بثلاثة أيام فخاف الحاكم منه وتنكر وقصد الأمير البزلي فقبل البزلي يده وبايعه هو وأهل حلب وساروا إلى حران فبايعه بنو تيمية بها وصار معه نحو الألف من التركمان وغيرهم وقصدوا عانة فصادفوا
(١٩٦)