المعدل سمع الكثير بنفسه وكتب بخطه وصحب أبا بكر الخطيب وغيره من الحفاظ وكان من الثقات الأثبات سمع ابن شاذان وابن بشران وأبا بكر أحمد البرقاني وغيرهم ولم يزل يسمع إلى أن سمع من أقرانه وحدث بالكثير وروى الكتب المطولة وسمع منه الكبار وكانت عنده الأصول الحسان وكان على خطه جلالة وجمع وفيات الشيوخ من أول السنة التي ولد فيها وهي سنة ست وأربع مائة إلى آخر زمانه وذكر مواليدهم وكان متقنا لما يقوله محققا لما ينقله وروى عنه الخطيب أبو بكر وهو أسن منه توفي سنة ثمان وثمانين وأربع مائة 3 (المنبجي الحنفي)) أحمد بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي الأصل البغداذي المولد والدار أبو العباس ابن أبي علي الفقيه الحنفي قرأ الفقه على أبيه ودرس مكانه بعد وفاته بالمدرسة الموفقية على شاطئ دجلة سمع علي بن أحمد بن محمد ابن بنان الكاتب ونحدث عنه بكتاب المغازي لمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري توفي سنة أربع وثمانين وخمس مائة 3 (ابن الغباري)) أحمد بن الحسن بن عبد الكريم النهرواني أبو عبد الله المعروف بابن الغباري والد خديجة المحدثة سمع الكثير بنفسه من ابن النقور وأبي محمد الصريفيني وجماعة وكتب بخطه أجزاء كثيرة وحدث باليسير سمع منه ولداه عبد الله وأحمد وابن أمية الحسن بن أحمد توفي سنة اثنتي عشرة وخمس مائة 3 (الوزير أبو نصر ابن نظام الملك)) أحمد بن الحسن بن إسحاق بن العباس الطوسي أبو نصر ابن نظام الملك أبي علي الوزير ابن الوزير سكن بغداذ في جوار مدرسة والده وولي الوزارة للسلطان محمد بن ملكشاه في نصف) ذي القعدة سنة خمس مائة ثم ولي الوزارة للإمام المسترشد في ثامن عشر رمضان سنة ست عشرة وخمس مائة وعزل في سلخ ربيع الأول سنة عشرة ولزم منزله إلى آخر عمره ولم يتلبس بخدمة أحد من الملوك وكان شيخا مليح الشيبة مهيبا ذا ديانة وصيانة ومروة وكبر نفس وعلو همة سمع الحديث من والده أبي علي ومن أبي الفتح عبد الرزاق الحسناباذي وحدث باليسير وروى عنه أبو سعد السمعاني وكان بقية بيته ووزر للدولتين وطالت أيامه بعد عله وسلم من أيدي الباطنية وتوفي سنة أربع وأربعين وخمس مائة 3 (أبو السعود ابن قضاعة)) أحمد بن الحسن بن قضاعة أبو السعود شاعر أديب له مدائح في الوزير أبي منصور بن جهير قال محب الدين ابن النجار ومن شعره ما رأيته بخط ابن عمه في مجموع له قوله * بعدت وقلبي يا عليوة عندكم * ولم ير قبلي من يروح بلا قلب * * فإني على ما تعهدون محافظ * على ودكم في حالة البعد والقرب * * فكونوا على عهد الصفاء فإنني * منحتكم ودي وأسكنتكم قلبي *
(١٩٨)