الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ١٩٢
عبد الله رجل أديب إلا أن الغالب عليه الخط الذي بلغ النهاية في الحسن قال ياقوت وقال الوزير عميد الدولة أبو سعد ابن عبد الرحيم في أخبار ابنه عبد الجبار ابن أحمد وكان والده أبو عبد الله الديناري مقدما مكرما يزور لحسن خطه على أبي عبد الله بن مقلة تزويرا لا يكاد يفطن له وله ولد أديب يقال له أبو يعلى عبد الجبار يذكر في بابه 3 (ابن الباذش)) أحمد بن أبي الحسن بن الباذش بالباء الموحدة وبعد ألف ذال معجمة وشين معجمة الإمام أبو جعفر الأنصاري الغرناطي تفنن في العلم وكان من الحفاظ الأذكياء وتوفي سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة 3 (الإمام الناصر لدين الله)) أحمد بن الحسن أمير المؤمنين الإمام الناصر لدين الله أبو العباس ابن الإمام المستضيء ابن الإمام المستنجد ولد يوم الاثنين عاشر رجب سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة وبويع له في أول ذي القعدة سنة خمس وسبعين وتوفي سلخ رمضان سنة اثنتين وعشرين وست مائة وكانت خلافته سبعا وأربعين سنة وكان أبيض اللون تركي الوجه مليح العينين أنور الجبهة) اقنى الأنف خفيف العارضين أشقر اللحية رقيق المحاسن نقش خاتمه رجائي من الله عفوه أجاز له أبو الحسين عبد الحق اليوسفي وأبو الحسن علي بن عساكر والبطائحي وشهدة وجماعة وأجاز هو لجماعة من الكبار فكانوا يحدثون عنه في حياته ويتنافسون في ذلكن وما غرضهم العلو ولا الإسناد وإنما غرضهم التفاخر وإقامة الشعار والوهم ولم يل الخلافة أحد أطول مدة منه إلا ما ذكر عن العبيديين فإنه بقي الأمر بديار مصر للمستنصر نحوا من ستين سنة وكذا بقي الأمير عبد الرحمن أبو الحكم الأندلسي وكان أبوه المستضيء قد تخوفه فاعتقله ومال إلى أخيه أبي منصور وكان ابن العطار وأكثر الدولة وحظية المستضيء بنفشا والمجد ابن الصاحب مع أبي منصور ونفر يسير مع أبي العباس فلما بويع أبو العباس قبض على ابن العطار وسلمه إلى المماليك فخرج بعد سبعة أيام ميتا وسحب في الأسواق وتمكن المجد ابن الصاحب وزاد وطغى إلى أن قتل قال عبد اللطيف وكان الناصر شابا مرحا عنده ميعة الشباب يشق الدروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيبون لقاءه وظهر التشيع بسبب ابن الصاحب ثم انطفى بهلاكه وظهر التسنن المفرط ثم زال وظهرت الفتوة والبندق والحمام الهادي وتفنن الناس في ذلك ودخل فيه الأجلاء ثم الملوك فألبسوا الملك العادل وأولاده سرارويل الفتوة وألبسوا شهاب الدين الغوري ملك غزنة والهند وصاحب كيش وأتابك سعد صاحب شيراز والملك الظاهر صاحب حلب وتخوفوا من السلطان طغريل وجرت بينهم حروب وفي الآخر استدعوا تكش لحربه وهو خوارزم شاه فالتقى معه على الري واجتز رأسه وسيره إلى بغداذ وكان الناصر قد خطب لولده الأكبر أبي نصر بولاية العهد ثم ضيق
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»