الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٦
أنهم لما كانوا أغبياء جهلاء ذهبوا في التجسيم إلى اعتقادات خسيسة تنافي العقل والشرع وتخالفهما ولم يكن فيهم عالم معتبر ولا لهم قاعدة دينية يمكن القول بها في الجملة أعرضنا عن ذكر كل فرقة واكتفينا بنقل مذهب زعيمهم محمد بن كرام إذ كان صاحب مقالاتهم فنقول نص محمد بن كرام على أن معبوده على العرش مستقر وعلى انه بجهة فوق ذانا وأطلق عليه اسم الجوهر وأنه مماس للعرش من الصفحة العليا وجوز الانتقال والتحول والنزول ومن أصحابه من قال هو على بعض أجزاء العرش ومنهم من قال امتلأ به العرش قلت تعالى الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال الشهرستاني كان محمد بن كرام قليل العلم قد قمش من كل مذهب ضعفا وأثبته في كتابه وروجه على أغتام فانتظم ناموسه بسواد خراسان وصار ذلك مذهبا نصره السلطان محمود بن سبكتكين وصب البلاء على أصحاب الحديث من جهتهم انتهى وكان قد نفاه الأمير يأنس وكان على الرملة والقدس قال ابن الجوزي في المرآة كان بالقدس رجل يقال له هجام يحب الكرامية ويحسن الظن بهم فنهاه الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي عنهم فقال إن مالي ما ظهر منهم فقال له ظاهر حسن وباطن قبيح فلما كان بعد ليال رأى هجام في المنام كأنه اجتاز برباطهم وقد نبت النرجس في حيطانه فمد يده ليأخذ طاقة منه فوجد أصوله في العذرة فقص رؤياه على الفقيه نصر فقال له هذا تصديق ما قلت لك ظاهرهم حسن وباطنهم خبيث وأصحاب ابن كرام اليوم بسجستان وخراسان منهم خلق كثير ولهم معبد زائد ولهم مقالات في التشبيه والحلول انتهى 3 (ابن كشتغدي)) ناصر الدين الغزي محمد بن كشتغدي الأمير ناصر الدين الغزي المصري الصيرفي ولد سنة إحدى وستين وست مائة سمع من النجيب والمعين الدمشقي أجاز لي بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبع مائة 3 (ابن كناسة)) ابن كناسة محمد بن كناسة واسم كناسة عبد الله قيل هو ابن أخت إبراهيم ابن أدهم العابد روى عنه النسائي قال ابن معين وأبو داود وعلي بن المديني والعجلي وغيرهم ثقة له علم بالعربية والشعر وأيام الناس مات بالكوفة سنة سبع ومائتين وله كتاب الأنواء ومعاني الشعر وكتاب سرقات الكميت من القرآن وغيره وكان راوية للكميت وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي أتيت محمد بن كناسة لأكتب عنه ثر عليه أصحاب الحديث فتضجر منهم وتجهمهم
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»