الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٢٣١
رضي الله عنه أنشدني من لفظه لنفسه غير مرة * بك استجار الحنبلي * محمد بن جنكلي * * فاغفر له ذنوبه * فأنت ذو التفضل * وفي آخر الأمر مال إلى الظاهر ورأى رأى ابن حزم لأنه كان كثير المطالعة لكلامه وكان فيه إيثار وبر لأهل العلم ولا يزال يجالس الفضلاء والفقراء ويخير محادثتهم على مجالسة الأمراء والأتراك كثير الميل إلى من يهواه لا يزال متيما هايما يذوب صبابة ووجدا يستحضر في هذه الحالة لما ناسبها من شعر الشريف الرضى ومهيار ومتيمي العرب جملة يترنم بها ويراسل بها ويعاتب خرج له شهاب الدين أحمد بن أبيك الدمياطي أربعين حديثا وحدث بها قبل موته وقد شاركته في بعض سماعاته وسمع بقراءتي بعض تصانيف الشيخ فتح الدين ولما بلغتني وفاته قلت ارثيه رحمه الله وضمنت القصيدة أعجاز أبيات قصيدة أبي الطيب المتنبي وهي * هي الأيام ليس لها ذمام * وليس لها على عهد دوام * * نصبنا للردى غرضا فاصمت * حشانا من رزاياه السهام * * وما بعد الرضاع وذاك حق * تبين عندنا إلا الفطام) * (نسير على مطايا للمنايا * وفي كف الزمان لها زمام * * إذا متنا تنبهنا لهول * ترى أن الحياة هي المنام * * ألم تر كيف عاث الدهر فينا * واودى ناصر الدين الهمام * * فشق الرعد جيب السحب لما * تلهب برقها وبكى الغمام * * فيا أسفا لوجه كان يبدو * فيستحي له القمر التمام * * ويا لشمايل كم هام فيها * فؤاد ما يسليه المدام * * ويا لخلايق كالروض لما * تفتح عن ازاهره الكمام * * ويا لفضايل قلنا لديها * افدنا أيها الحبر الأمام * * ويا لكتابة كالدر لما * يؤلفها على النحر انتظام * * وكان يرام في بذل العطايا * وأما في الجدال فما يرام * * ولم نر في الزمان له شبيها * وأن كثر التجمل والكلام * * أيا من في الرقاب له أياد * هي الأطواق والناس الحمام * * لئن عمت مصيبتك البرايا * وصار بها على الدنيا ظلام * * فكم حسنت بك الأوقات حتى * كأنك في فم الدنيا ابتسام * * ستندبك المواكب كل يوم * ويبكيك المثقف والحسام *
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»