الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
الزنج وظفر به وقتله وكان يلقب الناصر لدين الله ولما غلب على الأمر حظر على المعتمد أخيه واحتاط عليه وعلى ولده وجمعهم في موضع واحد ووكل بهم أجرى عليهم وعلى الناس الأمور على مجاريها إلى أن توفي لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومأتين وله تسع وأربعون سنة وكانوا ينظرونه بالمنصور في حزمه ودهايه ورأيه وكان قد غضب على ولده المعتضد وحبسه ووكل به إسماعيل ابن بلبل فضيق عليه ولما احتضر رضى عنه وولاه المعتمد ولاية العهد ولما ضيق الموفق على أخيه المعتمد ولم يكن له معه كلام قال المعتمد * أليس من العجايب أن مثلي * يرى ماهان ممتنعا عليه * * وتؤكل باسمه الدنيا جميعا * وما من ذاك شئ في يديه * ابن المتوكل محمد بن جعفر كان فاضلا شاعرا وهو القايل لما أراد أخوه المعتمد الخروج إلى الشام والدنيا مضطربة * أقول له عند توديعه * وكل بعبرته مبلس * * لئن قعدت عنك أجسامنا * لقد سافرت معك الأنفس * بلغ المعتضد أنه كاتب خمارويه فأهلكه في سنة اثنتين وثمانين ومأتين وقيل إنما أهلكه لما ولى الخلافة سنة تسع وسبعين ومأتين العلوي الشاعر محمد بن جعفر بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يكنى أبا إسماعيل اشعر يكثر الافتخار بآياته كان في أيام المتوكل وبقى بعد دهرا طويلا وهو القايل * أني كريم من أكارم سادة * أكفهم تندى بجزل المواهب) * (هم خير من يخفى وأفضل ناعل * وذروة هضب الغر من آل غالب * * هم المن والسلوى لدان يودهم * وكالسهم في حلق العدو المجانب * * بعثت إليها ناظري بتحية * فابدت لي الأعراض بالنظر الشرر * * فلما رأيت النفس أوفت على الردى * فزعت إلى صبري فاسلمني صبري * أبو جعفر الخازمي الشافعي محمد بن جعفر بن محمد بن خازم أبو جعفر
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»