تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٩٨
أحمد بن حنبل إلى وقت صلاة الجمعة، وكان في تموز، فأفطر خلق، ورموا نفوسهم في الماء.
قال: وما وصل إلى حفرته من الكفن إلا قليل.
قلت: وهذا من مجازفة أبي المظفر.
قال: ونزل في حفرته والمؤذن يقول: الله أكبر. وحزن الناس وبكوا عليه بكاء كثيرا وباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات بالقناديل واشمع.
ورآه في تلك الليلة المحدث أحمد بن سلمان الحربي الملقب بالسكر على منبر من ياقوت مرضع بالجوهر، والملائكة جلوس بين يديه والحق تعالى حاضر، يسمع كلامه.
وأصبحنا علمنا عزاءه، وتكلمت يومئذ، وحضر خلق عظيم. وقام عبد القادر العلوي وأنشد هذه القصيدة:
* الدهر عن طمع يغر ويخدع * وزخارف الدنيا الدنية تطمع * * وأعنة الآمال يطلقها الرجا * طمعا وأسياف المنية تقطع * * والموت آت والحياة شهية * والناس بعضهم لبعض يتبع * * وأعلم بأنك عن قليل صائر * خبرا فكن خبرا بخير يسمع * * لعلا أبي الفرج الذي بعد التقى * والعلم يوم حواه هذا المضجع * * خبر عليه اشرع أصبح والها * ذا مقلة جرى عليه تدمع * * من للفتاوي المشكلات وحلها * من ذا لخرق الشرع يوما يرقع * * من للمنابر أن يقوم خطيبها * لرد مسألة يقول فيسمع *
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»