تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٩٤
وقال من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه.
قال: ووعظ الخليفة فقال: يا أمير المؤمنين، إن تكلمت، خفت منك، وإن سكت، خفت عليك. فأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك. إن قول القائل اتق الله، خير من قول القائل أنتم أهل البيت مغفور لكم.
وقال يوما: أهل البدع يقولون ما في السماء أحد، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم.
وقال في قوله أليس لي ملك مصر: يفتخر فرعون بنهر، ما أجراه ما أجراه.
وقال وقد طرب الجمع: فهمتم فهمتم.
قال: وقد ذكر العماد الكاتب جدي في الخرديدة، وأنشد له هذه الأبيات:
* يود حسودي أن يرى لي زلة * إذا ما رأى الزلات جاءت أكاذيب * * أرد على خصمي وليس بقادر * على رد قولي، فهو موت وتعذيب * * ترى أوجه الحساد صفرا لرؤيتي * فإن فهت عادت وهي سود غرابيب * قال: وقال أيضا:
* يا صاحبي إن كنت لي أو معي * فعج إلى وادي الحمى نرتع * * وسل عن الوادي وسكانه * وأنشد فؤادي في ربا العلع * * جيء كثيب الرمل رمل الحمى * وقف وسلم لي على المجمع * * واسمع حديثا قد روته الصبا * تسنده عن بابه الأجرع * * وابك فما في العين من فضله * ونب فدتك النفس عن مدمعي * * وانزل على الشيخ بواديهم * واشمم عشيب البلد البلقع * * رفقا بنضو قد بداه الأسى * يا عاذلي لو كان قلبي معي * * لهفي على طيب ليال خلت * عودي تعودي مدنفا قد نعي *
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»