تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٩٣
قال: لأنك تريد أن تتفرج، وإنما ينبغي أن لا تنام الليلة لأجل ما سمعت.
وقال لا تسمع ممن يقول الجوهر والعرض، والاسم والمسمى، والتلاوة والمتلو، لأنه شيء لا تحيط به أوهام العوام، بل قل: آمنت بما جاء من عند الله، وبما صح عن رسول الله.
وقام إليه رجل فقال: يا سيدي نشتهي منك تتكلم بكلمة ننقلها عنك، أيما أفضل: أبو بكر أو علي فقال له: اقعد. فقعد ثم قام وأعاد قوله، فأجلسه، ثم قام فقال له: اجلس فأنت أفضل من كل أحد.
وسأله آخر، وكان التشيع تلك المدة ظاهرا: أيما أفضل، أبو بكر أو علي فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته. ورمى بالكلمة في أودية الاحتمال، ورضي كل من الشيعة والسنة بهذا الجواب المدهش.
وقرأ بين يديه قارئان فأطربا الجمع، فأنشد:
* ألا يا حمامي بطن نعمان هجتما * علي الهوى لما ترنتما ليا * * ألا أيها القمريتان تجاوبا * بلحنيكما ثم اسجعا لي علانيا * وقال له قائل: أيما أفضل أسبح أو أستغفر قال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور.) وقال في قوله عليه السلام: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين: إنما أعمار القدماء لطول البادية، فلما شارف الركب بلد الإقامة قيل حثوا المطي.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»