تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٢٣
على الإيمان. فلما فعل ذلك، واستولوا على السلاطين بعد موت المهدي، وفتح عبد المؤمن مراكش، أحضر اليهود والنصارى وقال: ألستم قد أنكرتم، ويعني أوائلكم، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ودفعتم أن يكون هو الرسول الموعود به في كتابكم، وقلتم إن الذي يأتي إنما يأتي لتأييد شريعتنا وتقرير ملتنا قالوا: نعم. قال: فأين منتظركم إذا سيما وقد زعمتم أنه لا يتجاوز خمسمائة عام. وهذه خمسمائة عام قد انقضت لملتنا، ولم تأت منكم بشير ولا نذير.
ونحن لا نقركم على كفركم، ولا لنا حاجة بجزيتكم، فإما الإسلام، وإما القتل.
ثم أجلهم مدة لتخفيف أثقالهم، وبيع أملاكهم، والنزوح عن بلاده. فأما أكثر اليهود، فإنهم أظهروا الإسلام تقية، فأقاموا على أموالهم، وأما النصارى فدخلوا إلى الأندلس، ولم يسلم منهم إلا القليل. وخربت الكنائس والصوامع بجميع المملكة، فليس فيها مشرك ولا كافر يتظاهر) بكفره إلى بعد الستمائة، وهو حين انفصالي عن المغرب.
قال عبد الواحد: وإنما حمل أبا يوسف على ما صنعه بهم، يعني بالملثمين، شكه في إسلامهم.
وكان يقول: لو صح عندي إسلامهم لتركتهم يختلطونا بنا في أنكحتهم وأمورهم. ولو صح عندي كفرهم لقتلتهم، ولكنني متردد فيهم، ولم ينعقد عندنا ذمة ليهودي ولا نصراني منذ قام أمر المصامدة، ولا في جميع بلاد المغرب بيعة ولا كنيسة، إنما اليهود عندنا يظهرون الإسلام، ويصلون في المساجد، ويقرؤون أولادهم القرآن جارين على ملتنا وسنتنا، والله أعلم بما تكن صدورهم.
قلت: ما ينبغي أن يسمى هؤلاء يهود أبدا بل هم مسلمون.
4 (محنة ابن رشد)) وسببها أنه أخذ في شرح كتاب الحيوان لأرسطوطاليس فهذبه، وقال
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»