تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٢٤
قال ابن الأثير: عملوا عليها ثلاثة أبراج خشب، علو البرج سبعون ذراعا، وفيه ألف رجل فألصقوها بالسور.
وكان نائب المصريين بها عز الملك، فأخذ المسلمون حزم حطب، وكشفت الحماة بين أيديهم إلى أن وصلوا إلى البرج، فألقوا الحطب حوله، وأوقدوا النار فيه، وأشغلوا الفرنج عن النزول من البرج بالنشاب، وطرشوهم بجرار ملأى عذرة في وجوههم، فخبلوهم، وتمكنت النار، فهلك من في البرج إلا القليل. ثم رموا البرجين الآخرين بالنفط فآحترقا. وطلبوا النجدة من صاحب دمشق، فسار إلى ناحية بانياس، واشتد الحصار.
قلت: وجرت فصول طويلة.)) 4 (غارات طغتكين)) وكان تلك الأيام يغير طغتكين على الفرنج وينال منهم وأخذ لهم حصنا في السواد، وقتل أهله.
وما أمكنه مناجزة الفرنج لكثرتهم.
4 (إحراق المراكب بصيدا)) ثم جمع وسار إلى صور، فخندقوا على نفوسهم ولم يخرجوا إليه، فسار إلى صيدا وأغار على ضياعها، وأحرق نحو عشرين مركبا على الساحل.
وبقي الحصار على صور مدة، وقاتل أهلها قتال من آيس من الحياة، فدام
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»