تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٢٨
إلى عكا، ورجعوا فنزلوا بمرج الصفر، وسافرت عساكر الموصل.
4 (اغتيال مودود صاحب الموصل)) ودخل مودود في خواصه دمشق، وأقام عند صاحبه طغتكين، وأمر عساكره بالبحر في الربيع ونزل هو وطغتكين يوم الجمعة في ربيع الأول للصلاة، ومشى ويده في يد طغتكين في صحن الجامع، فوثب على مودود باطني جرحه في مواضع، وقتل الباطني وأحرق.
قال أبو يعلى حمزة: ولما قضيت الجمعة تنفل بعدها مودود، وعاد هو والأتابك وحولهما من الأتراك والديلم والأحداث بأنواع السلاح من الصوارم والصمصامات والخناجر المجردة ما شاكل الأجمة المشتبكة، فلما حصلا في صحن الجامع وثب رجل لا يؤبه له، فقرب من مودود كأنه يدعو له ويتصدق عليه، فقبض ببند قبائه، وضربه بخنجر أسفل سرته ضربتين، هذا والسيوف تنزل عليه. ومات مودود ليومه صائما. وكان فيه عدل وخير.
فقيل: إن الإسماعيلية قتلته.
وقيل: بل خافه طغتكين، فجهز عليه الباطني، وذلك بعيد.
قال ابن الأثير: حدثني والدي رحمه الله أن ملك الفرنج كتب إلى
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»