تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٦٥
العمائم قد لبسوا السلاح، فكيف الأجناد وتحيل لكونه في داره، فنهض وخرج. فلما كان بعد أربعة أيام استدعى إياز وجكرمش صاحب الموصل) وجماعة وقال: بلغنا أن الملك قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش قصد دياربكر ليأخذها، فانظروا من ينتدب له. فقالوا: ماله إلا الأمير إياز. فطلب إيازا إلى بين يديه لذلك، وأعد جماعة ليفتكوا به إذا ما دخل، فضربه واحد ابن رأسه، فغطى صدقة وجهه بكمه. وأما الوزير فغشي عليه. ولف إياز في مسح، وألقي على الطريق.
فركب أجناده وشغبوا ثم تفرقوا. وهذ أمر عدة المزاح، نسأل الله السلامة. ثم أخذه قوم من المطوعة، وكفنوه ودفنوه. وعاش نحوالأربعين سنة. وكان من مماليك السلطان ملكشاه. وكان شجاعا غزير المروءة، ذا خبرة بالحروب. ثم قتلوا وزيره بعد شهرين.
هلاك صنجيل وفيها هلك الطاغية صنجيل الذي حاصر طرابلس في هذه المدة، وبنى بقربها قلعة وكان من شياطين الإفرنج ورؤوسهم. ووصل إلى الشام
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»