تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٣٣٥
وأما الأذفونش، فقدم إلى بلده بأسوأ حال، فسأل عن أبطاله وبطاركته، فوجد أكثرهم قد قتلوا، وسمع نوح الثكالى عليهم، فلم يأكل ولا التذ بعيش حتى مات غما، وخلف بنتا، فتحصنت بطليطلة. ثم أخذ عسكر ابن تاشفين يغيرون، حتى كسبوا من الفرنج ما تجاوز الحد، وبعثوا، بالمغانم إلى مراكش. واستأذن مقدمهم سير بن أبي بكر لابن تاشفين في المقام بالأندلس، وأعلمه أنه قد افتتح حصونا، ورتب فيها، وأنه لا يستقيم الأمر إلا بإقامته. فكتب إليه ابن تاشفين يأمره بإخراج ملوك الأندلس من بلادهم وإيجافهم في العدوة، فإن أبوا عليه حاربهم. وليبدأ بالثغور: ولا تتعرض للمعتمد. فابتدأ سير بملوك بني هود يستنزلهم من قلعة روطة، وهي منيعة إلى الغاية، وماؤها ينبوع في أعلاها، وبها من الذخائر المختلفة ما لا يوصف. فلم يقدر عليها، فرحل عنها. ثم جند أجنادا على زي الفرنج، وأمرهم أن قصدوها كالمغيرين، وكمن هو العسكر، ففعلوا ذلك. فرآهم ابن هود، فاستضعفهم، ونزل في طلبهم، فخرج عليه سير فأسره وتسلم القلعة. ثم نازل بني ظاهر بشرق الأندلس، فسلموا إليه، ولحقوا بالعدوة. ثم نازل بني صمادح بالمرية، فمات ملكهم في الحصار، فسلموا المدينة. ثم نازلوا المتوكل عمر بن الفطس ببطليوس، فخامر عليه أصحابه، فقبضوا عليه، ثم قتل صبرا. ثم إن سير كتب إلى ابن تاشفين أنه لم يبق بالجزيرة غير المعتمد فأمره أن
(٣٣٥)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الموت (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»