وقدم ابن تاشفين بين يديه كتابا إلى الفرنج يدعوهم إلى الإسلام، أو الحرب، أو الجزية. ثم أقبلت الجيوش، ونزلت تجاه الفرنج أولا، وأن يكون ابن تاشفين ردفا له. ففعلوا ذلك، فخذل الفرنج، استمر القتل فيهم، فقيل: إنه لم يفلت منهم إلا الأذفونش في أقل من ثلاثين. وغنم المسلمون غنيمة عظيمة. وذلك في سنة تسع وسبعين وأربعمائة. وعف يوسف عن الغنائم، وآثر بها ملوك الأندلس ليتم له الأجر، فأحبوه وشكروا له. وكانت ملحمة عظيمة قل أن وقع في الإسلام مثلها. وجرح فيها ملك الفرنج، وجمعت رؤوس الفرنج، فكانت كالتل العظيم.
(٣٣٣)