السلطان أبو يعقوب اللمتوني المغربي البربري، الملقب بأمير المسلمين،) وبأمير المرابطين، وبأمير الملثمين. والأول هو الذي استقر. كان أحد من ملك البلاد، ودانت بطاعته العباد، واتسعت ممالكه، وطال عمره. وقل عدد أحد من ملوك الإسلام ماعمر. هو الذي بنى مدينة مراكش، وهو الذي أخذ الأندلس من المعتمد بن عباد وأسره. فمن أخباره أن بر البربر الجنوبي كان لزناتة، فخرج عليهم من جنوبي المغرب من البلاد التي تتاخم ارض السودان الملثمون عليهم أبو بكر بن عمر، وكان رجلا خيرا ساذجا، فأخذت الملثمة البلاد من زناتة من تلمسان إلى البحر الأكبر. فسمع أبو بكر أن امرأة ذهبت ناقتها في غارة فبكيت وقالت: ضيعنا أبو بكر بدخوله إلى المغرب. فتألم واستعمل على المغرب يوسف بن تاشفين هذا، ورجع أبو بكر إلى بلاد الجنوب. وكان ابن تاشفين بطلا شجاعا، عادلا، اختطف مراكش، وكان مكمنا للصوص مأوى الحرامية، فكان المارون بن يقول بعضهم لبعض: مراكش. وكان بناء مدينة مراكش في سنة خمس وستين وأربعمائة، اشتراها يوسف بماله الذي خرج به من الصحراء. وكان في موضعها غابة من الشجر وقرية. فيها جماعة من البربر، فاختطها، وبنى بها القصور والمساكن الأنيقة. وهي في مرج
(٣٣٠)