فطمع ابن عباد في غرناطة، وأن يعطيه ابن تاشفين إياها، فعرض له بذلك، فأعرض عنه ابن تاشفين إلى مراكش في رمضان من السنة. فلما دخلت سنة اربع عزم على العبور إلى الأندلس لمنازلة المعتمد بن عباد، فاستعد له ابن عباد، ونازلته البربر، فاستغاث بالأذفونش، فلم يلتفت إليه. وكانت إمرة يوسف بن تاشفين عند موت أبي بكر بن عمر أمير المسلمين سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكانت الدولة قبلها لزناتة، وكانت دولة ظالمة فاجرة. وكان ابن تاشفين وعسكره فيهم يبس وديانة وجهاد، فافتتح البلاد، وأحبته الرعية. وضيق لثمامه هو وجماعته. فقيل: إنهم كانوا يتملثمون في الصحراء كعادة العرب، فلما تملك ضيق ذلك اللثام. قال عزيز: وما رأيته عيانا أنه كان لي صديق منهم بدمشق، وبيننا مودة. فأتيته، فدخلت وقد غسل عمامته، وشد سرواله على رأسه، وتلثم به. هذا بعد أن انقضت دولتهم، وتفرقوا في البلاد.
(٣٣٧)