تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٥
فظفر يعقوب بأميرهم علي بن الحسين بن قريش وقد أثخن بالجراح، وقتل من جند فارس خمسة آلاف.) ودخل يعقوب شيراز، فأمن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابن قريش أربعمائة بدرة، فأنفق في جيشه لكل ثلاثمائة درهم.
ثم بسط العذاب على ابن قريش حتى أنه عصره على أنثييه وصدغيه، وقيده بأربعين رطلا، فاختلط عقله من شدة العذاب.
ورجع يعقوب إلى سجستان، وخلع المعتز وبويع المعتمد على الله. ثم رجع يعقوب إلى فارس، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بن واصل.
وكان يحمل إلى الخليفة في العام نحو خمسة آلاف ألف درهم.
وعجز الخليفة عنه، ورضي بمداراته ومهادنته. ودخل يعقوب إلى بلخ في سنة ثمان وخمسين.
ودخل إلى نيسابور بعد شهرين، وابن طاهر في أسره ومعه ستون نفسا من أهل بيته، فقصد يعقوب جرجان وطبرستان، فالتقاه المتغلب عليها حسن بن زيد العلوي في جيش كبير فحمل عليهم يعقوب في خمسمائة من غلمانه، فهزمهم. وغنم يعقوب ثلاثمائة وقر مالا كانت خزانة الحسن بن زيد، وأسر جماعة من العلويين وأساء إليهم.
وكانت هذه الوقعة في رجب في سنة ستين.
ثم دخل آمل طبرستان وقصد الري، وأمر نائبها بالخروج عنها، وأظهر أن المعتمد على الله ولاه الري. فغضب المعتمد عندما بلغه ذلك، وعاقب غلمان يعقوب الذين ببغداد. فسار يعقوب في سنة إحدى وستين نحو جرجان، فقصده الحسن بن زيد العلوي في الديلم من ناحية البحر، فنال من يعقوب وهزمه إلى جرجان. فجاءت بجرجان زلزلة قتلت من جند يعقوب ألفي نفس.
وأقام يعقوب
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»