تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٤
ثم إن أمير خراسان ظفر بدرهم، وبعث إلى بغداج، فحبسوه ثم أطلقوه، فخدم السلطان، ثم إنه تنسك ولزم الحج، وأقام ببيته.
قال ابن الأثير: تغلب صالح بن النضر الكناني على سجستان ومعه يعقوب، فاستنقذها منه طاهر بن عبد الله بن طاهر، ثم ظهر بها درهم المطوعي فغلب عليها، وصار يعقوب قائد عسكره.
ورأى أصحاب درهم عجزه وضعف، فملكوا عليهم يعقوب لما رأوا من حسن سباسته. فلم ينازعه درهم، واستبد يعقوب بالإمرة، وقويت شوكته.
قال علي بن محمد: لما دخل درهم بغداد ولي يعقوب أمر المطوعة، وحارب الخوارج الشراة حتى أفناهم، وأطاعه جند طاعة جنده طاعة طاعة لم يطيعوها أحدا. واشتهرت صولته، وغب على سجستان، وهراة، وبوشنج، ثم حضه أهل سجستان على حرب الترك الذين بأطراف خراسان مع رتبيل لشدة ضررهم، فغراهم وظفر برتبيل فقتله، وقتل ثلاثة من ملوك الترك، ثم رد إلى سجستان وقد حمل رؤوسهم مع رؤوس ألوف منهم، فرهبته الملوك الذين حوله، ملك المولتان، وملك الرخج، وملك الكبسين، وملوك السند.
وكان على وجهه ضربة منكرة من بعض قتال الشراة، سقط منها نصف وجهه، وخاطه ثم عوفي.
وقد أرسل إلى المعتز بالله هدية عظيمة، من جملتها مسجد فضة يسع خمسة عشر نفسا يصلون فيه. وكان يحمل على عدة جمال، ويفكك ثم يركب.
ثم إنه حارب عسكر فارس سنة خمس وخمسين ومائتين، وقتل منهم ألوفا. فكتب إليه وجوه أهل فارس: إن كنت تريد الديانة والتطوع وقتل الخوارج فما ينبغي لك أن تتسرع في الدماء.
واعتدوا للحصار، ونازلهم ووقع القتال،
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»