تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٧
واسط في أربعين يوما، وأحوال عسكرك منحلة. فقال: لم أعلم أني محارب، ولم أشك في الظفر.
وقال عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: بعث يعقوب رسله إلى المعتمد، ثم سار إلى واسط فاستناب عليها، ووصل إلى دير العاقول، فسار المعتمد لحربه.
وقال أبو الفرج الكاتب: نهض الخليفة لمحاربة الصفار، ولم تزل كتبه تصل إلى الخليفة بالمراوغة ويقول: إني قد علمت أن نهوض أمير المؤمنين يشرفني وينبه على موقعي منه.
والخليفة يرسل إليه ويأمره بالانصراف، ويحذره سوء العاقبة. ثم عبى الخليفة وجيشه، وأرسلوا المياه على طريق الصفار، فكان ذلك سبب هزيمته، فإنهم أخذوا عليه الطريق وهو لا يعلم.
والتحم القتال، ثم انهزم الصفار وغنموا خزائنه. وتوهم الناس أن ذلك حيلة منه ومكرا، ولولا ذلك لاتبعوه. ورجع المعتمد منصورا مسرورا.
وخلص من أسر الصفار يومئذ محمد بن طاهر أمير خراسان، وجاء في قيوده إلى الخليفة، فخلع عليه خلعة سلطانية.
وقيل إن بعض جيش يعقوب كانوا نصارى على أعلامهم الصلبان.
وكانت الوقعة في ثاني عشر رجب سنة اثنتين وستين.
وانهزم الصفار إلى واسط، وعاث أصحابه في أعمال واسط، ثم سار إلى تستر، لم يهجمه أحد،) ولا اقتحموا عليه، فحاصر تستر وأخذها. وتراجع جيشه وكثر جمعه.
وكان موته بالقولنج، فقيل: إن طبيبه أخبره أن لا دواء له إلا الحقنة فامتنع، وبقي ستة عشر يوما وهلك.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»