تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٧١
النسفي قال: رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى، فقلت: يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من يوم دخولك فقال: لا أبالي إذا سلم ديني.
فخرج إلى بيكند، فسار الناس معه حزبين: حزب له وحزب عليه، إلى أن كتب إلى ه أهل سمرقند، فسألوه أن يقدم عليهم، فقدم إلى أن وصل بعض قرى سمرقند، فوقع بين أهل سمرقند فتنة بسببه. قوم يريدون إدخاله البلد، وقوم يأبون، إلى أن اتفقوا على دخوله. فاتصل به ما وقع بينهم، فخرج يريد أن يركب، فلما استوى على دابته قال: اللهم جز لي، ثلاثا، فسقط ميتا.
وحضره أهل سمرقند بأجمعهم.) هذه حكاية منقطعة شاذة.
وقال بكر بن منير بن خليد البخاري: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي متولي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع، والتاريخ، وغيرهما لأسمع منك.
فقال لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإن كانت له إلى شيء منه حاجة فليحضر إلى مسجدي أو في داري. فإن لم يعجبه هذا فإنه سلطان، فليمنعني من الجلوس ليكون لي عند الله يوم القيامة، لأني لا أكتم العلم. فكان هذا سبب الوحشة بينهما.
وقال أبو بكر بن أبي عمرو البخاري: كان سبب منافرة البخاري أن خالد بن أحمد خليقة الظاهرية ببخارى سأله أن يحضر مجلسه فيقرأ الجامع، والتاريخ على أولاده، فامتنع، فراسله بأن يعقد مجلسا خاصا لهم، فامتنع، وقال: لا أخص أحدا.
فاستعان عليه بحريث بن أبي الورقاء وغيره، حتى تكلموا في مذهبه ونفاه من البلد، فدعا عليهم. فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى على خالد من البلد. فنودي عليه على أتان. وأما حريث فابتلي بأهله، ورأى فيها ما
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»