تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٦٨
يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وجعل ماله فيئا.
ومن وقف فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم. ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه.
وقال الفربري: سمعت البخاري يقول: إني لأستجهل من لا يكفر الجهمية.
قال الحاكم: ثنا طاهر بن محمد الوراق: سمعت محمد بن شاذل يقول: دخلت على البخاري فقلت: إيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بن يحيى كل من يختلف إليك يطرد.
فقال: وكم يعتري محمد بن يحيى الحسد في العلم، والعلم رزق الله يعطيه من يشاء.
فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك قال: يا بني، هذه المسألة مشؤومة. رأيت أحمد بن حنبل وما ناله في هذه المسألة، وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها. عنى مسألة اللفظ.
وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: كنا يوما عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل، فقال محمد بن نصر: سمعته يقول: من زعم) أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله.
فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه.
فقال: ليس إلا ما أقول.
قال أبو عمرو الخفاف: فأتيت البخاري فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله ههنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»