تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٣
لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر.
وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة، حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك. وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته. وخرج بعض مخالفيه إلى قبره، وأظهروا التوبة والندامة.
قال محمد: ولم يعش غالب بعده إلا القليل ودفن جانبه وقال خلف الخيام: سمعت مهيب بن سليم يقول: مات عندنا أبو عبد الله ليلة الفطر سنة ست وخمسين. كان في بيت وحده. فوجدناه لما أصبح وهو ميت.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا ذر يقول: رأيت في المنام محمد بن حاتم الخلقاني، فسألته، وأنا أعرف أنه ميت، عن شيخي: هل رأيته قال: نعم.
ثم سألته عن محمد بن إسماعيل البخاري فقال: رأيته. وأشار إلى السماء إشارة كاد أن يسقط منها لعلو ما يشير.
وقال أبو علي الغساني الحافظ: ثنا أبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي السمرقندي: قدم علينا بلنسية عام أربعة وستين وأربعمائة قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام، فاستسقى الناس مرارا، فلم يسقوا، فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأيا أعرضه عليك.
قال: وما هو قال: أرى أن تخرج وتخرج الناس معك إلى قبر الأمام محمد بن إسماعيل البخاري ونستسقي عنده، فعسى الله أن يسقينا.
فقال القاضي: نعم ما رأيت.) فخرج القاضي والناس معهن واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»