تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٢٦٠
لا يوقظني في كل ما يقوم، فقلت: أراك تحمل على نفسك فلو توقظني.
قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
وقال غنجار: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة قال: انظروا إيش آذاني.
وقال محمد بن أبي حاتم: دعي محمد بن إسماعيل إلى بستان، فلما صلى بهم الظهر قام يتطوع. فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه وقال لبعض من معه: أنظر هل ترى تحت القميص شيئا فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا، وقد تورم من ذلك عشرة، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أبرك قال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها.
وقال محمد بن أبي حاتم: رأيت أبا عبد الله استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف كتاب التفسير وأتعب نفسه يومئذ، فقلت له: إني أراك تقول إني ما أتيت شيئا بغير علم قط منذ علقت، فما الفائدة في الاستلقاء قال: أتعبنا أنفسنا اليوم، وهذا ثغر من الثغور، وخشيت أن يحدث حدث من أمر العدو، وأحببت أن أستريح وآخذ أهبة، فإن غافصنا العدو كان منا حراك.) وكان يركب إلى الرمي كثيرا، فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»