تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٩١
قال: مقبول منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوب إليه، إني لست أطلبهم، ولا أدق أبوابهم لكن أسمعهم يتكلمون بالكلام، وليس أحد يرد عليهم فأغتم، ولا أصبر حتى أرد عليهم.
قال: إن جاءك مسترشد فأرشده. قالها مرارا.
قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إن ههنا من يناظر الجهمية يبين خطأهم، ويدقق عليهم المسائل، فما ترى قال: لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يناظرهم. أليس قال معاوية بن قرة: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البدع. وإنما السلامة في ترك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات.
وقال: إذا رأيتم من يحب الكلام فآحذروه.
قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الإصبهاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإن ذبوا عن السنة.
وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما زال الكلام عند أهل الخير مذموما.
قلت: ذم الكلام وتعلمه قد جاء من طرق كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.
في قوله في أصول الدين) فصل في سيرته قال الخلال: قلت لزهير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدك قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنين. كنا ندخل إليه كل يوم جمعة أنا وإخواتي، وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة إلى فامي يعامله، فنأخذ منه الحبتين، وتأخذ الأخوات.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»