تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١١٢
على رؤوس الخلائق! هذه حكاية لا تصح. ولقد ساق فيها أبو نعيم الحافظ من الخرافات والكذب ما يستحى من ذكره.
وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في الحلية: ثنا الحسين بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي: حدثني أبو عبد الله الجوهري: حدثني يوسف بن يعقوب: سمعت علي بن محمد القرشي قال: لما قدم أحمد ليضرب وجرد وبقي في سراويله، فبينا هو يضرب انحل سراويله، فجعل يحرك شفتيه بشيء، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يضرب، فشدتا السراويل. فلما فرغوا من الضرب قلنا له: ما كنت تقول قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنت على الحق فلا تبد عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقي، وما جسر على تضعيفها.
ثم روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البجلي إجازة، عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجاد، عن ابن أبي العوام الرياحي، فيها من الركاكة والخرط ما لا يروج إلا على الجهال. وفيها أن مئزره اضطرب، فحرك شفتيه، فما استتم الدعاء حتى رأيت كفا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقدرة الله، فصاحت العامة.
وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعت شاباص التائب يقول: لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا، لو ضربته فيلا لهدته.
قال ابن أبي حاتم: نا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العبادي: قال أبو محمد الطفاوي لأحمد: يا أبا عبد الله، أخبرني عما صنعوا بك.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»