تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١١٨
ومنشطي ومكرهي، وآثره لآدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار. في كلام كثير غير هذا.
وقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلفك.
قال: فاحلفه بالطلاق ثلاثا أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين.
قال: وفتشوا منزل أبي عبد الله والسرب والغرف والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب، وفتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئا ولم يحسوا بشيء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم.
فكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعا حسنا وعلم أن أبا عبد الله مكذوب عليه.
وكان الذي دس عليه رجل من أهل البدع، ولم يمت حتى بين الله أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي. فلما كان بعد أيام بينا نحن جلوس بباب الدار إذا يعقوب أحد حجاب المتوكل قد جاء، فا ستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدرة، على بغل، ومعه كتاب المتوكل، فقرأه على أبي عبد الله: إنه قد صح عند أمير المؤمنين براءة ساحتك، وقد وجه إليك بهذا المال تسعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة.
فقال: يا أبا عبد الله، آقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به فإن هذا خير لك عنده، فآقبل ولا ترده. فإنك إن رددته خفت أن يظن بك ظن سوء.
فحينئذ قبلها.
فلما خرج قال: يا أبا علي.
قلت: لبيك.
قال: ارفع هذه الإجانة وضعها، يعني البدرة، تحتها.
فوضعتها وخرجنا. فلما كان الليل إذا أم ولد أبي عبد الله تدق علينا الحائط، فقلت لها: ما لك قالت: مولاي يدعو عمه.
فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف الليل.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»