تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٥٤
قلت: أراك ظريفا، فدعني حتى أمضي إلى حائطي فأبعث بها إليك. قال: كلا،) أردت أن توجه عبيدك فيمسوكوني. قلت أحلف لك. قال: لا روينا عن مالك قال: لا تلزم الايمان التي يحلف بها اللصوص. قلت: فأحلف أني لا احتال في يميني. قال: هذه يمين مركبة.
قلت دع المناظرة، فوالله لأوجهن بها إليك طيبة بها نفسي. فأطرق ثم قال: تصفحت امر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا، فلم أجد لصا أخذ بنسيئة، وأكره أن أبتدع في الاسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، اخلع ثيابك.
فخلعتها، فأخذها وانصرف. وقال حرب الكرماني: سالت أحمد بن حنبل أيكون من أهل السنة، من قال: لا أقول مخلوق ولاغير مخلوق. قال: لا، ولا كرامة. وقد بلغني عن ابن معذل الذي يقول بهذا القول أنه فتن الناس من أهل البصرة كثير. وقال أبو قلابة الرقاشي: قال لي أحمد بن حنبل: ما فعل ابن معذل قلت: هو على نحو مابلغك. قال: أما إنه لا يفلح. وقال نصر بن علي: قال الأصمعي، ومر به أحمد بن معذل فقال: لا تنتهي أو تفتق في الاسلام فتقا. قلت: قد كان ابن المعذل من بحور العلم، لكنه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولهذا توقف في مسألة القرآن، رحمه الله. أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»