تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٥٨
بالرأس من يحفظه، وأن الموكل به ذكر أنه يراه في الليل يستدبر القبلة بوجهه، فيقرأ سورة ياسين بلسان طلق.
وأنه لما أخبر بذلك طلب فخاف وهرب. قلت: هذه حكاية لا يصح إسنادها. وروي نحوها باسناد فيه عثمان بن محمد العثماني، وهو ثقة. وقال أبو العباس السراج: سمعت يعقوب بن يوسف المطوعي، وهو ثقة، يقول: لما جيء بالرأس نصبوه على الجسر، فكانت الريح تديره قبل القبلة، فأقعدوا له رجلا معه قصب أو رمح، فكان إذا دار نحو القبلة أداره إلى خلاف القبلة.
وقال السراج: سمعت خلف بن سالم يقول بعدما قتل أحمد بن نصر وقيل له: آلا تسمع ما الناس فيه يا أبا محمد يقولون: إن رأس أحمد بن نصر يقرأ قال: كان رأس يحيى بن زكريا يقرأ.
وقال السراج: سمعت عبد الله بن محمد يقول: ثنا إبراهيم بن الحسن قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك قلت: ما كانت إلا غفوة حتى لقيت الله، فضحك إلي. وقال رجل اسمه محمد بن عبيد: رأيت أحمد بن نصر، فقلت: ما صنع الله بك قال: غضبت له فأباحني النظر إلى وجهه. قال الخطيب: لم يزل الرأس منصوبا ببغداد، والجسد مصلوبا بسر من رأى ست سنين، إلى أن أنزل وجمع، فدفن بالجانب الشرقي.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»