تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٤٩
أحمد بن عمار بن شادي الوزير أبو العباس. وزير المعتصم كان من أهل المذار فانتقل أبوه إلى البصرة زمن الرشيد.
وكان أبو العباس موصوفا بالعفة والصدق، فاحتاج الفضل بن مروان الوزير إلى من يقوم بأمر ضياع أقطعها المعتصم. فنهض ابن عمار بذلك، وبالغ، فطلبه الفضل ونوه بذكره، وأخذ يصف عفته للمعتصم. فلما نكب المعتصم الفضل لم تثق نفسه إلى أمير إلا ابن عمار، فولاه العرض عليه، وسماه الناس وزيرا. وكان جده شادي طحانا وكذلك هو، فأثرى وكثر ماله وتقدم. قال عون بن محمد: ولى المعتصم العرض عليه لثقته، ولما كان يصفه به الفضل، ولم يكن ممن) تصلح له الوزارة ولا مخاطبة الملوك. قال الصولي: وثنا أحمد بن إسماعيل قال: عرض أحمد بن عمار الكتب أربعة أشهر، وخوطب بالوزارة، ونفذت عنه الكتب، فورد يوما كتابا من عبد الله بن طاهر أحب المعتصم أن يجيب عنه سرا، فدعا ابن عمار وقال: أجب عنه بحضرتي، فلم يقم بذلك حتى أحضر بعض الكتاب. ولما رأى عجزه هم بعزله. وكان المعتصم يقول لمحمد بن عبد الله الزيات: يا محمد ما أحوج ابن عمار إلى أن يكون مع عفته مثل فصاحتك.
قال الصولي: ثنا محمد بن القاسم قال: كان أحمد بن أبي دؤاد يحب بقاء أمر ابن عمار عليه، لئلا يصير الأمر إلى ابن الزيات، فإنه يبغضه. وقيل إن ابن عمار كان يتصدق كل يوم بمائة دينار، مع ما هو فيه من الأمانة، فنبل بذلك المعتصم أيضا، وكان كثير الأموال.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»