تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٥٣
وقال غيره: سمع من بشر بن عمر الزهراني، وغيره، وكان بصيرا بمذهب مالك. وعليه تفقه إسماعيل القاضي وأخوه حماد، ويعقوب بن شيبة السدوسي. وقال أبو بكر النقاش: قال لي أبو خليفة الجمحي: أحمد بن المعذل أفضل من أحمدكم، يريد أحمد بن حنبل. وقال أبو إسحاق الحضرمي: كان أحمد بن المعذل من الفقه والسكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصمد بن المعذل الشاعر يؤذيه ويهجوه. وكان أحمد يقول له: أنت كالإصبع الزائدة، إن تركت شانت، وإن قطعت آلمت. ولأحمد بن المعذل أخبار. وكان أهل البصرة يسمونه الراهب لدينه وتعبده. قال أبو داوود: كان ابن المعذل ينهاني عن طلب الحديث. وقال يموت بن المزرع، عن المبرد، عن أحمد بن المعذل قال: كنت عند ابن الماجشون، فجاء بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان أعجوبة. قال: وما هي قال: خرجت إلى حائطي بالغابة، فعرض لي رجل فقال: اخلع ثيابك، فأنا أولى بها. قلت: ولم قال: لأني أخوك وأنا عريان. قلت فالمواساة قال: قد لبستها برهة. قلت: فتعريني فتبدو عورتي قال: قد روينا عن مالك أنه قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا. قلت: يلقاني الناس فيرون عورتي. قال: لو كان أحد يلقاك في هذه الطريق ما عرضت لك.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»