تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٣١
وسئل سعيد بن سالم عن جناية البرامكة، فقال: ما كان منهم بعض ما يوجب ما عمل الرشيد بهم، ولكن طالت أيامهم وكل طويل مملول.
وقيل رفعت ورقة إلى الرشيد فيها:
* قل لأمين الله في أرضه * ومن إليه الحل والعقد * * هذا ابن يحيى قد غدا مالكا * مثلك ما بينكما حد * * أمرك مردود إلى أمره * وأمره ليس له رد * * وقد بنى الدار التي ما بنى ال * فرس لها مثلا ولا الهند * * الدر والياقوت حصباؤها * وتربها العنبر والند * * ونحن نخشى أنه وارث * ملكك إن غيبك اللحد * * ولن يضاهي العبد أربابه * إلا إذا ما بطر العبد * فلما قرأها أثرت فيه.
وقيل إن أخت الرشيد قالت له: ما رأيت لك سرورا تاما منذ قتلت جعفرا، فلأي شيء قتلته قال: لو علمت أن قميصي يعلم السبب لمزقته.
ولم يزل يحيى بن خالد وابنه الفضل وعدة من الخدم محبوسين وحالهم حسن إلى أن سخط الرشيد على عبد الملك بن صالح، فعمهم بسخطه، وجدد لهم التهمة وضيق عليهم. وبقيت جثة جعفر معلقة مدة، وقطعت أعضاؤه وعلقت بأماكن. ثم بعد مدة أنزلت وأحرقت.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»