وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٧ - الصفحة ١٥٩
الياقوت وغيرهما ومن الكتب المنتخبة بالخطوط المنسوبة والخطوط الجيدة نحو مائة ألف مجلد ولما خطب للمستضيء بأمر الله بمصر أرسل نور الدين إليه يعرفه ذلك فحل عنده أعظم محل وسير إليه الخلع الكاملة مع عماد الدين صندل المقتفوي إكراما له لأن عماد الدين كان كبير المحل في الدولة العباسية وكذلك أيضا سير خلعا لصلاح الدين إلا أنها أقل من خلع نور الدين وسيرت الأعلام السود لتنصب على المنابر وكانت هذه أول أهبة عباسية دخلت مصر بعد استيلاء العبيدين عليها انتهى ما قاله شيخنا ابن الأثير قلت ولما وصل الخبر إلى الإمام المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن ابن الإمام المستنجد وهو والد الإمام الناصر لدين الله بما تجدد من أمر مصر وعود الخطبة والسكة بها باسمه بعد انقطاعها بمصر هذه المدة الطويلة نظم أبو الفتح محمد سبط ابن التعاويذي المقدم ذكره قصيدة طنانة مدح بها الإمام المستضيء وذكر هذا الفتوح المتجدد له وفتوح بلاد اليمن أيضا وهلاك الخارجي بها الذي سمى نفسه المهدي وذلك في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وكان صلاح الدين قد أرسل له من ذخائر مصر وأسلاب المصريين شيئا كثيرا وأولها (قل للسحاب إذا مرتهيد الجنائب فارجحن) (عج باللوى فاسمح بدمعك للمعاهد والدمن) (يا منزل الأنس الجميع وملعب الحي الأغن) (سكنت بك الآرام من بعد الأحبة والسكن) (أين استقلت بالحبيب ركابة ومتى ظعن) (شوقي إلى زمن الحمى سقي الغوادي من زمن)
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»