وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٠٤
ونقلت منه أيضا أن أبا العلاء صاعد بن مخلد كاتب الموفق قرأ على الموفق كتابا فلم يفهم معناه وقرأه الموفق ففهمه فقال فيه عيسى بن القاشي (أرى الدهر يمنع من جانبه * ويهدي الحظوظ إلى عائبه) (وكم طالب سببا مجلبا * فأعيا عناه على طالبه) (ومن عجب الدهر أن الأمير * أصبح أكتب من كاتبه) والموفق المذكور هو ابن أحمد طلحة بن المتوكل وهو والد المعتضد الخليفة العباسي ونقلت منه أيضا أن أعرابيا شهد الموقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الأعرابي فصاح به صائح من خلفه يا خليفة رسول الله ثم قال يا أمير المؤمنين فقال رجل من خلفي دعاه باسم ميت مات والله أمير المؤمنين فالتفت إليه فإذا هو رجل من بني لهب بكسر اللام وهم من بني النضر ابن الأزد وهم أزجر قوم وقد أشار كثير عزة إلى ذلك في قوله (سألت أخا لهب ليزجر زجره * وقد صار زجر العالمين إلى لهب) قال الأعرابي فلما وقفنا لرمي الجمار إذا حصاة قد صكت صلعة عمر رضي الله عنه فأدمته فقال قائل أشعر والله أمير المؤمنين والله لا يقف هذا الموقف بعدها فالتفت إليه فإذا هو اللهبي بعينه فقتل عمر رضي الله عنه قبل الحول
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»