وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٠٩
(حاز صمصامة الزبيدي من بين * جميع الأنام موسى الأمين) (سيف عمرو وكان فيما سمعنا * خير ما أغمدت عليه الجفون) (أخضر اللون بين حديه برد * من ذباح تبين فيه المنون) (أوقدت فوقه الصواعق نارا * ثم شابت فيه الزعاف القيون) (فإذا ما سللته بهر الشمس * ضياء فلم تكد تستبين) (ما يبالي من انتضاه لضرب * أشمال سطت به أم يمين) (يستطير الأبصار كالقبس المشعل * ما تستقر فيه العيون) (وكأن الفرند والجوهر الجاري * في صفحتيه ماء معين) (نعم مخراق ذي الحفيظة في الهيجاء * يعصى به ونعم القرين) فقال الهادي أصبت والله ما في نفسي واستخفه السرور فأمر له بالمكتل والسيف فلما خرج من عنده قال للشعراء إنما حرمتم من أجلي فشأنكم والمكتل ففي السيف غنائي فاشتري منه السيف بمال جزيل وقال المسعودي في كتاب مروج الذهب اشتراه الهادي منه بخمسين ألفا ولم يذكر من هذه الأبيات إلا بعضها والذباح بضم الذال المعجمة وفتح الباء الموحدة وبعد الألف حاء مهملة وهو نبت قتال لسميته وقد جاء كثيرا في الشعر ويعصى بفتح الصاد يقال عصي بكسر الصاد يعصى إذا ضرب بالسيف وهو خلاف عصى يعصى إذا ارتكب الذنب وحكى المسعودي في مروج الذهب في ولاية هشام بن عبد الملك أن الهيثم بن عدي المذكور روى عن عمر بن هانىء الطائي قال خرجت مع عبد الله ابن علي وهو عم السفاح والمنصور فانتهينا إلى قبر هشام بن عبد الملك فاستخرجناه صحيحا ما فقد منه إلا خرمة أنفه فضربه عبد الله ثمانين سوطا
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»