ومما حضره وخرجت من عنده فضمني الليل إلى خباء فسلمت فردت صاحبة الخباء السلام وقالت من الرجل فقلت ضيف فقالت مرحبا بك حياك الله وعافاك فنزلت ثم عمدت إلى بر فطحنته وعجنته ثم خبزته خبزة روتها بالزبد واللبن ثم وضعته بين يدي فقالت كل واعذر فلم ألبث أن أقبل أعرابي كريه الوجه فسلم فرددت عليه السلام فقال من الرجل قلت ضيف قال وما يصنع الضيف عندنا ثم دخل إلى أهله فقال أين طعامي فقالت أطعمته الضيف فقال أتطعمين الضيف طعامي فتجاريا الكلام فرفع عصاه وضرب بها رأسها فشجها فجعلت أضحك فخرج إلي فقال ما يضحكك قلت خير فقال والله لتخبرني فأخبرته بقضية المرأة والرجل اللذين نزلت عندهما قبله فأقبل علي وقال إن هذه التي عندي هي أخت ذلك الرجل وتلك التي عنده أختي فبت ليلتي متعجبا وانصرفت ويقرب من هذه الحكاية ما روي أن رجلا من الأولين كان يأكل وبين يديه دجاجة مشوية فجاءه سائل فرده خائبا وكان الرجل مترفا فوقع بينه وبين امرأته فرقة وذهب ماله وتزوجت امرأته فبينما الزوج الثاني يأكل وبين يديه دجاجة مشوية جاءه سائل فقال لامرأته ناوليه الدجاجة فناولته ونظرت إليه فإذا هو زوجها الأول فأخبرته بالقصة فقال الزوج الثاني أنا والله ذلك المسكين الأول الذي خيبني فحول الله نعمته وأهله إلي لقلة شكره وحكى الهيثم أيضا قال صار سيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي كان يسمى بالصمصامة إلى موسى الهادي بن المهدي وكان عمرو قد وهبه لسعيد ابن العاص الأموي فتوارثه ولده إلى أن مات المهدي واشتراه موسى الهادي منهم بمال جليل وكان من أوسع بني العباس كفا وأكثرهم عطاء فجرد الصمصامة وجعلها بين يديه وأذن للشعراء فدخلوا عليه ودعا بمكتل فيه بدرة وقال قولوا في هذا السيف فبدر ابن يامين البصري وأنشد
(١٠٨)