ودارم بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مكسورة وبعدها ميم وبقية النسب معروف والفرزدق بفتح الفاء والراء وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وبعدها قاف وهو لقب عليه واختلف كلام ابن قتيبة في تلقيبه به فقال في أدب الكاتب الفرزدق قطع العجين واحدتها فرزدقة وإنما لقب به لأنه كان جهم الوجه وقال في كتاب طبقات الشعراء إنما لقب بالفرزدق لغلظه وقصره شبه بالفتيتة التي تشربها النساء وهي الفرزدقة والقول الأول أصح لأنه كان أصابه جدري في وجهه ثم برأ منه فبقي وجهه جهما متغضنا ويروى أن رجلا قال له يا أبا فراس كأن وجهك أحراح مجموعة فقال له تأمل هل ترى فيها حر أمك والأحراح بحاءين مهملتين جمع حرح وهو الفرج فحذفت في المفرد حاؤه الثانية فبقي حرا ومتى جمع عادت الحاء الثانية فقالوا أحراح لأن الجموع ترد الأشياء إلى أصولها وكانت زوجة الفرزدق ابنة عمه وهي النوار بفتح النون ابنة أعين ابن ضبيعة بن عقال المجاشعي وجدها ضبيعة هو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة أم المؤمنين يوم وقعة الجمل رضي الله عنها وكان قد خطبها يعني النوار رجل من قريش فبعثت إلى الفرزدق تسأله أن يكون وليها إذ كان ابن عمها فقال إن بالشام من هو أقرب مني إليك وما أنا آمن أن يقدم قادم منهم فينكر ذلك علي فأشهدي أنك قد جعلت أمرك إلي ففعلت فخرج الشهود وقال لهم قد أشهدتكم أنها جعلت أمرها لي وأنا أشهدكم أني قد تزوجتها على مائة ناقة حمراء سود الحدق فغضبت من ذلك واستعدت عليه وخرجت إلى عبد الله بن الزبير وأمر الحجاز والعراق يومئذ إليه وخرج الفرزدق أيضا فأما النوار فنزلت على خولة بنت منظور بن زبان
(٩٩)