أبيورد وقصد رافع أن يخرج منها إلى هراة أو مرو فعلم عمرو أن مقصده سرخس فقصدها عمرو ليأخذ عليه الطريق فعلم رافع ذلك فخرج من أبيورد ومعه دليل فأخذ به على جبال طوس حتى أورده باب نيسابور فدخلها فعاد عمرو إليها وحاصره بها فانهزم رافع وأصحابه ووصل إلى نواحي خوارزم على الجمازات وحمل ما كان معه من آلة ومال في شرذمة قليلة وذلك يوم السبت لخمس بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين فوجه إليه أمير خوارزم نائبا يقوم بخدمته وما يحتاج إليه إلى أن يصل خوارزم فوجده النائب في خف من أصحابه فقتله لسبع خلون من شوال يوم الجمعة سنة ثلاث وثمانين وحز رأسه وحمله إلى عمرو بن الليث وهو بنيسابور فأنفذ عمرو رأسه إلى المعتضد بالله ولم يكن رافع ابن هرثمة وإنما هرثمة زوج أمه فانتسب رافع إليه لأنه أشهر ورافع ابن تومرد وقال ابن جرير الطبري في تاريخه في سنة ثلاث وثمانين وفي يوم الجمعة لثمان بقين من ذي القعدة قرئت الكتب على المنابر بقتل رافع بن هرثمة وقدم رسول عمرو بن الليث برأس رافع إلى بغداد يوم الخميس لأربع خلون من المحرم سنة أربع وثمانين ومائتين على المعتضد فأمر بنصبه في الجانب الشرقي إلى الظهر ثم تحويله إلى الجانب الغربي بقية النهار إلى الليل ثم ردوه إلى دار السلطان قال السلامي وصفت خراسان إلى شط جيحون لعمرو بن الليث قلت وقد مدح البحتري الشاعر المشهور رافع بن هرثمة وكناه أبا يوسف في مديحه وأرسلها إليه فأرسل له عشرين ألف درهم وهو بالعراق قال السلامي ولما وجه عمرو بن الليث برأس رافع بن هرثمة إلى المعتضد سأل أن يولوه عمل ما وراء النهر مثل ما كان برسم عبد الله بن طاهر فوعدوه بذلك ثم أرسل إليه المعتضد هدايا فوصلته وهو في نيسابور فأبى أن يقبلها دون الوفاء بما وعدوه من تولية أعمال ما وراء النهر فكتب الرسول إلى المكتفي بالله بن المعتضد وكان بالري وعنده جماعة من خواص أبيه بما سأله عمرو فأنفذوا إليه العهد بها فحمل إليه العهد والهدايا التي سيرها له المعتضد بالله
(٤٢٥)