الليث إلى بغداد فسلمه إسماعيل إليه فحمله وقال ابن أبي طاهر المذكور قبل هذا في تاريخه إن عمرو بن الليث الصفار انهزم وقتل خلق كثير من أصحابه وكانت الوقعة على باب بلخ يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين وقبل ذلك هرب ابن أبي ربيعة كاتب عمرو بن الليث إلى إسماعيل بن أحمد ومعه قائد من قواده في خلق كثير فأصبح عمرو في يوم الوقعة وقد عرف الخبر ثم كثر هرب أصحابه إلى إسماعيل فضعف قلب عمرو وهرب واشتغل إسماعيل بالعسكر وبعث في طلب عمرو جيشا فوجده واقفا على فرس فقبضوا عليه وسيره إسماعيل إلى المعتضد وأخبره بما جرى وأنه سيره إلى سمرقند حتى يرد عليه أمر أمير المؤمنين فاشتد سرور الخليفة بذلك وقلد الخليفة إسماعيل ما كان مقلده عمرو مضافا إلى عمله وتوجه عبد الله بن الفتح إلى إسماعيل في طلب عمرو فلما وصل إلى إسماعيل وجه إليه فأحضر عمرا فقيده وأرسله وإلى جانبه رجل من أصحاب إسماعيل بيده سيف مشهور وقيل لعمرو إن تحرك في أمرك أحد رمينا رأسك إليهم فلم يتحرك أحد ووصلوا إلى النهروان يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وحل قيد عمرو فلما كان يوم الخميس مستهل جمادى الأولى ركب الجند للقائه وعمرو في القبة قد أرخى جلالها عليه فلما بلغ باب السلامة أنزل عمرو من القبة وألبس دراعة ديباج وبرنس السخط وحمل على جمل له سنامان يقال له إذا كان ضخما على هذه الصورة الفالج في غاية الارتفاع وكان عمرو قد أهداه فيما أهدى للخليفة وقد ألبس الجمل الديباج وحلي بذوائب وأرسان مفضضة وأدخل بغداد فاشتقها في الشارع الأعظم إلى دار الخليفة بقصر الحسني وعمرو رافع يديه يدعو ويتضرع دهاء منه فرقت له العامة وأمسكت عن الدعاء عليه ثم أدخل على الخليفة وقد جلس له واحتفل به فوقف بين يديه ساعة وبينهما قدر خمسين ذراعا وقال له هذا ببغيك يا عمرو ثم أخرج من
(٤٢٨)