ثم كتب الخجستاني إلى رافع بن هرثمة وهو في بلده يستقدمه فقدم عليه فجعله صاحب جيشه وللخجستاني حروب ومواقف مشهورة وليس الغرض ذكر شيء منها هاهنا ثم إن غلامين من غلمانه اتفقا عليه وقتلاه وقد سكر ونام وذلك في ليلة الأربعاء لست بقين من شوال سنة ثمان وستين ومائتين وكان رافع بن هرثمة غائبا فقدم بعد ذلك على جيش الخجستاني فقدموه عليهم وبايعوه بمدينة هراة وقيل بنيسابور ثم عزل الموفق بالله عمرو بن الليث الصفار عن ولاية خراسان وجعلها لأبي عبد الله محمد بن طاهر الخزاعي في سنة إحدى وسبعين ومائتين وهو مقيم ببغداد فاستخلف محمد بن طاهر عليها رافع بن هرثمة ما خلا أعمال ما وراء النهر فإن الموفق بالله أقر عليها نصر بن أحمد بن أسد الساماني خليفة لمحمد بن طاهر ثم وردت كتب الموفق على رافع بقصد جرجان وطبرستان وكانتا للحسن ابن زيد العلوي وتوفي سنة سبعين ومائتين واستولى عليهما أخوه محمد ابن زيد فجاءه رافع في سنة أربع وسبعين ففارقها محمد بن زيد إلى استراباذ فحاصره بها رافع مدة سنتين ثم فارقها ليلا في نفر يسير إلى بلاد الديلم واستولى رافع على طبرستان في سنة سبع وسبعين ومائتين ثم توفي الخليفة المعتمد على الله في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين وتولى الخلافة بعده المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق المذكور وولى المعتضد أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد الساماني ما وراء النهر بعد وفاة أخيه نصر بن أحمد المذكور قلت وكانت وفاة نصر لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين بسمرقند قال وعزل رافع بن هرثمة عن خراسان وولاها عمرو بن الليث وبقي رافع بالري ثم إنه هادن الملوك المجاورين له ليستعين بهم على عمرو بن الليث فلما تم له ذلك خرج إلى نيسابور فواقعه عمرو بن الليث في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين وهزمه عمرو وتبعه إلى
(٤٢٤)