دنيا عريضة وأنا في يدي ما وراء النهر وأنا في ثغر فاقنع بما في يدك واتركني مقيما بهذا الثغر فأبى إجابته إلى ذلك وذكر له من أمر نهر بلخ وشدة عبوره فقال عمرو لو أشاء أن أسكره ببدر الأموال وأعبره لفعلت فلما يئس إسماعيل من انصرافه عنه جمع من معه من التناء والدهاقين وعبر النهر إلى الجانب الغربي وجاء عمرو بن الليث فنزل بلخ وأخذ إسماعيل عليه النواحي فصار كالمحاصر وندم على ما فعل وطلب المحاجزة فيما ذكر فأبى إسماعيل عليه ذلك ولم يكن بينهم قتال كثير حتى هزم عمرو فولى هاربا ومر بأجمة في طريقه قيل له إنها أقرب فقال لعامة من معه امضوا في الطريق الواضح ومضى في نفر يسير فدخل الأجمة ووحلت به دابته فوقعت ولم يكن له في نفسه حيلة ومضى من معه ولم يلووا عليه وجاء أصحاب إسماعيل فأخذوه أسيرا فلما بلغ المعتضد ما جرى مدح إسماعيل وذم عمرا وقال يقلد أبو إبراهيم إسماعيل كل ما في يد عمرو ويوجه إليه بالخلع ثم ذكر الطبري أيضا في سنة ثمان وثمانين ما مثاله وفي أول جمادى الأولى يوم الخميس أدخل عمرو بن الليث بغداد وذكر لي أن إسماعيل بن أحمد خيره بين المقام عنده أسيرا وبين توجيهه إلى أمير المؤمنين فاختار توجيهه إلى أمير المؤمنين فوجهه وقال السلامي في أخبار خراسان ثم خرج عمرو إلى بلخ فلاقاه بها إسماعيل فهزمه وقبض عليه وذلك يوم الثلاثاء النصف من ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين وأنفذه مقيدا إلى سمرقند قلت وهي من بلاد ما وراء النهر أيضا وهذا النهر هو جيحون قال وضم إليه أخاه أبا يوسف ليخدمه إلى أن ورد عليه من عند المعتضد عبد الله بن الفتح بعهد خراسان واللواء والتاج والخلع في سنة ثمان وثمانين وقدم معه إنسان ليتولى حمل عمرو بن
(٤٢٧)