وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٢٣٨
وخرج بعد هذا إلى المديح فأضربت عنه ولولا خوف الإطالة لذكرته ومدحه أبو الفتح محمد بن عبد الله سبط ابن التعاويذي المقدم ذكره بقصيدة واحدة وهي (سقاها الحيا من أربع وطلول * حكت دنفي من بعدهم ونحولي) (ضمنت لها أجفان عين قريحة * من الدمع مدرار الشؤون همول) (لئن حال رسم الدار عما عهدته * فعهد الهوى في القلب غير محيل) (خليلي قد هاج الغرام وشاقني * سنا بارق بالأجرعين كليل) (ووكل طرفي بالسهاد تنظري * قضاء ملي بالديون مطول) (إذا قلت قد أنحلت جسمي صبابة * تقول وهل حب بغير نحول) (وإن قلت دمعي بالأسى فيك شاهدي * تقول شهود الدمع غير عدول) (فلا تعذلاني إن بكيت صبابة * على ناقض عهد الوفاء ملول) (فأبرح ما يمنى به الصب في الهوى * ملال حبيب أو ملام عذول) (ودون الكثيب الفرد بيض عقائل * لعبن بألباب لنا وعقول) (غداة التقت ألحاظها وقلوبنا * فلم تجل إلا عن دم وقتيل) (ألا حبذا وادي الأراك وقد وشت * برياك ريحا شمأل وقبول) (وفي أبرديه كلما اعتلت الصبا * شفاء فؤاد بالغرام عليل) (دعوت سلوا فيك غير مساعدي * وحاولت صبرا عنك غير جميل) (تعرفت أسباب الهوى وحملته * على كاهل للنائبات حمول) (فلم أحظ في حب الغواني بطائل * سوى رعي ليل بالغرام طويل) ومنها (إلى كم تمنيني الليالي بماجد * رزين وقار الحلم غير عجول)
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»