أحد فيظنه مصيبا فيما ذكره وهو أنه قال في خلافة المقتفي لأمر الله ما مثاله وسعد بوزيره أبي المظفر عون الدين يحيى بن محمد بن هبيرة من ولد الأمير الكبير أبي حفص عمر بن هبيرة وقد ذكر المؤرخون فضائل جده التي حازها عون الدين من بعده ثم ذكر مكرمة جرت لعمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين في دولة بني أمية وظن ابن دحية المذكور أن الوزير المذكور من ذرية ذلك المتقدم وعجبت منه من ذلك فإن الوزير شيباني النسب كما شرحناه في أول الترجمة وذاك فزاري النسب كما يأتي في ترجمة ولده يزيد بن عمر ابن هبيرة إن شاء الله تعالى وأين شيبان من فزارة ولا شك أنه ما أوقعه في هذا الأمر إلا ما رآه في نسب الوزير فقد جاء فيه عمر بن هبيرة فتوهم أن هذا هو ذاك وليس الأمر كما توهمه ومثل ابن دحية لا يعذر فقد كان حافظا ومطلعا على أمور الناس وهذا الأمر واضح لكن الخطأ موكل بالإنسان (327) قلت وأكثر من جرى ذكره في هذه الترجمة قد تقدم ذكره في هذا التاريخ وأفردت لكل واحد منهم بترجمة مستقلة سوى الشيخ الزبيدي فإنه كان كبير القدر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وما انتفع الوزير إلا بصحبته وما ذكرته في هذا التاريخ فينبغي التنبيه عليه إذ مثله لا يهمل وكان دخوله بغداد في سنة تسع وخمسمائة وتوفي في شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة رحمه الله تعالى وقال أبو عبد الله ابن النجار في تاريخ بغداد كان مولده بزبيد في ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين وأربعمائة وتوفي ليلة الاثنين مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة ودفن بمقبرة جامع المنصور ببغداد رحمه الله تعالى وقول الآخر (أيا رب مثل الماجد ابن هبيرة * يموت ويحيا مثل يحيى بن جعفر) 328) فالمراد به أبو الفضل يحيى بن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن المعمر ابن جعفر الملقب زعيم الدين تولى النظر بالمخزن في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة إلى سنة سبع وستين ففيها ناب في الوزارة بعد عزل
(٢٤٣)