(صن منكبي عن زحام إن غضبت له * تمكن الطعن من عرضي ومن خلقي) (وإن رضيت به فالذل منقصة * فكم تكلفته حملا فلم أطق) (أنا المريض بأحداث وسورتها * وليس غير إبائي حافظ رمقي) (وهبه لي كعطاياك التي كثرت * فالجود بالعز فوق الجود بالورق) (إن اصفرار مجن الشمس من حزن * على علاها لمرماها إلى الأفق) (وإن توهم قوم أنه حمق * فربما اشتبه التوقير بالحمق) وأهدي إلى الوزير عون الدين دواة بلور مرصعة بمرجان وفي مجلسه جماعة منهم حيص بيص فقال الوزير يحسن أن يقال في هذه الدواة شيء من الشعر فقال بعض الحاضرين وكان ضريرا ولم أقف على اسمه (ألين لداود الحديد كرامة * يقدره في السرد كيف يريد) (ولان لك البلور وهي حجارة * ومعطفه صعب المرام شديد) فقال حيص بيص إنما وصفت صانع الدواة ولم تصفها فقال الوزير من عير غير فقال الحيص بيص (صيغت دواتك من يوميك فاشتبها * على الأنام ببلور ومرجان) (فيوم سلمك مبيض بفيض ندى * ويوم حربك قان بالدم القاني) ثم وجدت البيتين الأولين في كتاب الجنان تأليف القاضي الرشيد أحمد ابن الزبير الغساني المذكور في أوائل هذا الكتاب ونسبهما إلى القاضي الرشيد أحمد بن قاسم الصقلي قاضي مصر وذكر أنه دخل على الأفضل شاهان شاه أمير الجيوش بمصر وقد تقدم ذكره أيضا فرأى بين يديه دواة من
(٢٣٦)