وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٢٢٧
وليس لي فيها ذكر فأنفذت المبتدأ بيمنه وبركته والمختتم بطيبه ونظافته صابرا على ألم التقصير ومتجرعا غصص الاقتصار على اليسير فأما ما لم أجد إليه السبيل في قضاء حقك فالقائم فيه بعذري قول الله عز و جل * (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) * التوبة 91 والسلام فلما حضر يحيى بن خالد الوليمة عرض عليه كاتبه الهدايا جميعها حتى الكيسين والرقعة فاستظرفها وأمر أن يملأ الكيسان مالا ويردا عليه فكان ذلك أربعة آلاف دينار وقال رجل ليحيى والله لأنت أحلم من الأحنف بن قيس فقال له لا تقرب إلي من أعطاني فوق حقي ونادى إسحاق بن إبراهيم الموصلي أحد غلمانه فلم يجبه فقال سمعت يحيى بن خالد يقول يدل على حلم الرجل سوء أدب غلمانه وكان يحيى يساير الرشيد يوما فوقف له رجل فقال يا أمير المؤمنين عطبت دابتي فقال الرشيد يعطى خمسمائة درهم فغمزه يحيى فلما نزلوا قال له الرشيد يا أبت أومأت إلي بشيء ولم أعرفه فقال مثلك لا يجري هذا القدر على لسانه إنما يذكر مثلك خمسة آلاف ألف عشرة آلاف ألف فقال إذا سئلت مثل هذا كيف أقول فقال تقول يشترى له دابة وبالجملة فإن أخبارهم كثيرة ولا يحتمل هذا المختصر الإطالة أكثر من هذا ولما قتل هارون الرشيد جعفر بن يحيى البرمكي كما ذكرناه في حرف الجيم من هذا الكتاب نكب البرامكة وحبس يحيى وابنه الفضل كما ذكرناه في حرف الفاء من هذا الكتاب وكان حبسهما في الرافقة وهي الرقة القديمة تجاور الرقة الجديدة وهي البلد المشهور الآن على شاطىء الفرات ويقال لهما الرقتان تغليبا لأحد الاسمين على الآخر كما قيل العمران والقمران وغير ذلك
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»