وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٢٤
(يصد إذا ما صد عن عيني الكرى * ويمزج دمعي هجره بمدامي) (حياتي وموتي في يديه وجنتي * وناري وريي في الهوى وأوامي) (ففي بعده عني وفاتي وقربه * حياتي وإسعادي ونيل مرامي) (ومن وجنتيه نار وجدي وخصره * نحولي ومن سقم الجفون سقامي) (فكن عاذري يا عاذلي فدلاله * دليل على وجدي به وغرامي) ورأيت كثيرا من الفقهاء بالشام وبلاد الشرق يحفظون له قصيدة أولها (جسدي لبعدك يا مثير بلابلي * دنف بحبك ما أبل بلى بلي) (يا من إذا ما لام فيه لوائمي * أوضحت عذري بالعذار السائل) (أأجيز قتلي في الوجيز لقاتلي * أم حل في التهذيب أم في الشامل) (أم في المهذب أن يعذب عاشق * ذو مقلة عبرى ودمع هاطل) (أم طرفك الفتاك قد أفتاك في * تلف النفوس بسحر طرف بابلي) وهي أكثر من هذا لكن هذا القدر هو الذي أستحضره في هذا الوقت منها وأنشدني له بعض الأدباء بمدينة حلب أبياتا منها قوله (ألست من الولدان أحلى شمائلا * فكيف سكنت القلب وهو جهنم) ثم قال وقد انتقدوا عليه في بغداد في هذا البيت فأفكرت فيه ثم قلت له لعل الانتقاد من جهة أنه ما يلزم من كونه أحلى شمائل من الولدان أنه لا يكون في جهنم فإنه قد يكون أحلى شمائل منهم وليس الممتنع إلا أن يكون الولدان في جهنم فقال نعم هذا هو الذي أخذ عليه وأخبرني بعض الأفاضل بمدينة إربل في سنة خمس وعشرين وستمائة قال كنت ببغداد في سنة عشرين وستمائة بالمدرسة النظامية فقعدت يوما
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»