واستطاب غناءها فهم بها فقالت يا سلطان إني أغار على هذا الوجه الجميل أن يعذب بالنار وإن الحلال أيسر وبينه وبين الحرام كلمة فقال صدقت واستدعى القاضي فتزوجها منه وابتنى بها وتوفي عنها وقال صاحب الدول المنقطعة ومن جملة ما سعى تاج الملك في نظام الملك الوزير أن قال للسلطان إنه ينفق في كل سنة على أرباب المدارس والرباطات ثلاثمائة ألف دينار ولو جيش بها جيشا لبلغ باب القسطنطينية فاستحضر النظام واستفسره عن الحال فقال يا سلطان العالم اني أنا رجل شيخ ولو نودي علي لما زادت قيمتي على ثلاثة دنانير وأنت حدث لو نودي عليك لما زادت قيمتك على ثلاثين دينارا وقد أعطاك الله تعالى وأعطاني بك ما لم يعطه أحدا من خلقه أفلا نعوضه عن ذلك في حملة دينه وحفظة كتابه ثلاثمائة ألف دينار ثم إنك تنفق على الجيوش المحاربة في كل سنة أضعاف هذا المال مع أن أقواهم وأرماهم لا تبلغ رميته ميلا ولا يضرب بسيفه إلا ما قرب منه وأنا أجيش لك بهذا المال جيشا تصل من الدعاء سهامه إلى العرش لا يحجبها شيء عن الله تعالى فبكى السلطان وقال يا أبت استكثر من الجيش والأموال مبذولة لك والدنيا بين يديك وعيون محاسنه أكثر من أن تحصى وحكى الهمداني أيضا أن نظام الملك الوزير وقع للملاحين الذين عبروا بالسلطان والعسكر نهر جيحون على العامل بأنطاكية وذلك لسعة المملكة وكان مبلغ أجرة المعابر أحد عشر ألف دينار وتزوج الإمام المقتدي بأمر الله أمير المؤمنين ابنة السلطان وكان السفير في الخطبة الشيخ أبا إسحاق الشيرازي صاحب المهذب والتنبيه رحمه الله تعالى وأنفذه الخليفة إلى نيسابور لهذا السبب فإن السلطان كان هناك فلما وصل إليه أدى الرسالة ونجز الشغل قال الهمداني أيضا وعاد الشيخ أبو إسحاق إلى بغداد في أقل من أربعة أشهر وناظر إمام الحرمين هناك فلما
(٢٨٧)